" السياسة الخارجية الأمريكية تجاه إيران إبان حكم جو بايدن "

الملخص

تُعدُّ السياسة الخارجية الأمريكية المحرك المهم لكثير من الاحداث والسياسات على الصعيد الاقليمي والدولي ، وربما تأتي  اهمية هذا الموضوع تجاه ايران من الاهمية الكبيرة لكلا البلدين ، فسياسة الولايات المتحدة في منطقة الشرق الاوسط مع كل ادارة جديدة تصل الى الحكم تمثل مرحلة جديدة تستند اليها الكثير من السياسات الاقليمية والدولية الاخرى ، وكذلك ايران التي تُعدُّ لاعباً مهماً ومؤثراً في عدد كبير من القضايا خاصه على الصعيد الاقليمي بالإضافة الى القضية الابرز والتي تتفاعل من خلالها مع عدد كبير من القوى الكبرى وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الامريكية كالحالة مع برنامجها النووي . وجاءت السياسة الخارجية الامريكية تجاه ايران مع تولي (جو بايدن) الحكم مختلفة عن سابقتها لسلفه (دونلد ترامب ) ، فمن التشدد وفرض المزيد من العقوبات وتضييق الخناق سياسياً واقتصادياً على ايران (التي من وجهة نظر الادارة الجديدة لم يأتي باي نتائج حقيقة فيما يتعلق بإيقاف البرنامج النووي الايراني وبالتالي يحقق المصلحة الامريكية ) ، الى سياسة جديدة بنظرة مغايرة وادراك مختلف تماماً ، فمن ضمن التوجهات الجديدة التي تبناها (جو بايدن) ان مزيداً من العقوبات والتوتر في العلاقات مع ايران  لم تجدِ نفعاً او على الاقل لا تخدم المصلحة الامريكية ، فوجود علاقات عدائية او متوترة مع ايران مع كل ما تمتلكه ايران من عناصر قوة جيوبولوتكية وسياسية وموارد طبيعة مهمة قد يدفعها الى ان تكّون شراكات و تعاون مع اطراف اخرى تمثل تهديداً للتفرد الامريكي كالحالة مع روسيا والصين . فاتجهت الولايات المتحدة الامريكية الى ان تكون سياستها الخارجية مع ايران -على الاقل مبدئياً - هي سياسة قائمة على إيجاد الحلول لبرنامج ايران النووي الذي يمثل تهديداً لها ولحلفائها في المنطقة وزيادة نفوذها فيها، وفي ذات الوقت الا تسمح لايران بتكوين تحالفات استراتيجية في المنطقة من قبل دول تسعى لمواجهة التفرد الامريكي الذي قد يمثل تهديداً حقيقاً للمصالح الامريكية خاصة مع وجود مشاريع إقليمية ودولية تسعى الى ذلك .