توظيف القوة الذكية في الاستراتيجية الإِيرانية تِجاه المنطقة العربية بعد عام2011

الملخص

تُعد إِيران قوةٌ اقليميةٌ فاعِلةٌ في منطقة الشرق الأَوسط عموماً والمنطقة العربية خصوصاً، التي تسعى جاهدةً إِلى ترسيم حدود نفوذها وتشييد مكانتها على جيوبوليتيكا هذه المنطقة، بعد إِدراكها لأَهمية استراتيجية القوة الذكية لتعزيز نفوذها في جميع انحاء المنطقة، لعلمها المُسبق بمصادر تِلك القوة لديها وآخذةً بعين الاعتبار المُتغيرات الجديدة بعد حركات التغيير العربية والتي قدمت فرصاً لتعزيز نفوذها، عبر تطبيق جُملة مِن المبادئ والمُرتكزات الاستراتيجية وصياغة مجموعة استراتيجيات إِقليمية ودولية لتحقيق أَهدافها ومصالحها، بالإِضافة إِلى توظيف التناقضات الايديولوجية والمصالح المُختلفة والتمدُد المذهبي والفواعل المُسلحة لبلوغ مكانة مُتقدِمة في تراتبية القوى الإِقليمية في منطقة الشرق الأَوسط، وهذا ما مكنها من أَنَّ تكون لاعِباً رئيساً ومؤثراً في تفاعُلات المنطقة وكُل أَزماتها سِواءً في العِراق ولُبنان أَو دورها في كُل مِن سوريا واليمن.

   وينطلق البحث مِن فرضيةٌ مفادها؛ كُلما تمكنت إِيران من توظيف أَدوات القوة الذكية تجاه دول المنطقة العربية واستِغلال الفرص المُتاحة مع القدرة على تحييد التحديات، كُلما دعم ذلك دورها ومكانتها الاقليمية ويُغير موازين القوى بِما يُحقق أَهدافها ويخدمُ مصالِحها. وتم تقسيم البحث إِلى مبحثان رئيسان، تطرق المبحث الأَول إِلى توظيف أَدوات القوة الناعِمة في الاستراتيجية الإِيرانية تجاه المنطقة العربية. أَما المبحث الثاني فتناول توظيف أَدوات القوة الصلِبة في الاستراتيجية الإِيرانية تجاه المنطقة العربية.