الأمن المجتمعي بين التحديات والتداعيات الأمنية السيبرانية والاستراتيجيات الإصلاحية المجتمعية

الملخص

يعد استقرار الامن الاقتصادي و الامن السياسي و الأمن الوطني الذين يصبون جميعهم في بوتقة واحدة  الا وهي الأمن المجتمعي بمثابة الحجر الأساس للحفاظ على الهوية الوطنية و مقياسا لازدهار و استمرار استقرار وبناء الوطن. حيث يعد استتاب الأمن المجتمعي بمثابة الضامن لسلامة و امن الافراد و المجتمع و تحفيز الفرد الابداعي التطويري فضلا عن  تشجيع الاستثمار المحلي و الاجنبي و بأعتماد اسس  التنمية المستدامة لضمان بناء المستقبل الافضل للاجيال الحالية و المستقبلية.ان مقومات الامن المجتمعي وفق متطلبات العصر الحالي تقتضي اعتماد اسس بناء  امن الفرد الذي يعد بمثابة الحافز لاستمرارالحفاظ على خصوصية الهوية الوطنية المجتمعية من  خلال اعتماد الاستقرار السياسي المقرون بتوافر الاستقرار الاقتصادي و الثقافي وبالتزامن مع وجود اداء  فاعل للقضاء العادل  تحقيقا لسيادة الدولة في كافة مرافقها و على اختلاف مستوياتها لضمان القضاء على اشكال الفساد و البطالة  حيث يكون احلال السلام و الامن المجتمعيين. لقد اصبح من ضرورارت ديمومة الاستقرار الامني للمجتمعات اعتماد تعاون كافة جهات الدولة على مستوى القطاعيين الخاص و العام و باعتماد كافة الوسائل العملية لرصد وتحديد و توحيد  الاحصاءات و المعلومات لكافة التحديات و الاحتياجات الاصلاحية الاساسية منها و الفرعية  التي تعتمد في  خلق استراتيجيات استشرافية مستقبلية لتنظيم و تطوير كافة مرافق المجتمع و التركيز على الاهمية القصوى للجوانب الامنية منها خاصة في خضم عوامل التسابق التسلحي وفق عسكرة للفضاءات الالكترونية و استحداثات الامن السيبراني و المعلوماتي و تزايد المخاطر التي لا تعتبر العامل الاساسي في خلخلة الامن المجتمعي فحسب بل وخلق الارهاب   المدمر للبناء  المجتمعي  و استقراره  وسيادة امن الوطن.ان الاختراقات الامنية الحديثة تتناسب في كينونتها مع طبيعة التطور التكنولوجي اللحظي الذي يجتاح العالم برمته حتى ان تفاقم  طبيعة وانواع الاختراقات الامنية الهادمة لاسس الاستقرار الفكري و المعتقداتي و امن الاوطان اصبح من اهم الظواهر و الاليات التي تسعى الحكومات الى مواجهة مخاطرها و الحد منها خاصة بأعتماد دولنا العربية لادمان العالم الافتراضي  المتمركز في وسائل التواصل الاجتماعي و الالعاب الرقمية الالكترونية بصورة شاسعة و الذي اصبح يشكل كارثة مهددة لاستقرار امن المجتمعات وفقا للعلاقات التشابكية العنكبوتية التي اوجدها الفضاء الالكتروني في اجندات مدفوعة الثمن موجهة  و مخاطر امنه السيبراني وقد ساهمت مظاهر العولمة في اثرائها وفق  سيطرة سياسية ذات صبغة اقتصادية  و احتكار للاسواق  و ترويج المنتجات بجعل الدول العربية المستهلكة في الغالب في ظل انحسار الصناعات الوطنية و هيمنة المستورد منها  وفقا لمخططات الاجندات السياسية و الجيوسياسية و الجيو افتصادية في قولبة المجتمعات العربية وثقافتها و استقرارها .