نظرية النخبة السياسية في المنظور الأمريكي المعاصر

الملخص

تعد النخبة السياسية في المجتمعات الديمقراطية الغربية المعاصرة المحفز الرئيس للتوعية الشعبية لتحديد طبيعة خياراتهم السياسية، وكيفية الحصول على حقوقهم والحفاظ عليها وضمان إستمرارها، وتلك النخبة في المنظور السياسي الأمريكي تفوقت كثيراً على نظيرتها الأوروبية الغربية، لاسيما أن الديمقراطية الليبرالية أستطاعت من تكوين نخبة قيادية متفردة في التفكير والعمل السياسي، لتصبح القوة العقلانية الرشيدة لدعم متطلبات وحقوق الأمة وتوازن بينها وبين توجهات إدارة الحكم وصناع القرار، عبر توظيف إدراكهم المعرفي والعقلي وتحويله لمؤثرات فاعلة ما بين كلا الطرفين لضمان صيانة الحقوق والأستقرار بمختلف مجالاته، هذه المخرجات الفاعلة لتلك النخبة لم تستمر طويلا بسبب أن عملية توظيف تلك القدرات والمهارات للنخبة السياسية، بدأت تضعف منذ منتصف القرن العشرين أمام نخبة اوليغارشية تفوقها قوة ونفوذاً وسعت تدريجياً إلى تغيير طبيعة مخرجات بيئة التنظيم السياسي، وبالنتجية تفوقت إرادة النخبة المغلقة والمتنفذة على حقوق ومكتسبات الإرادة الجماعاتية، مما أضر كثيراً بعملية التطوير المستمر للنظام الديمقراطي الليبرالي الأمريكي المعاصر وأصابته بالجمود الفكري.