الصين والأزمات الدولية إشكالية التحوط والمساعدة: قراءة في حربي أوكرانيا وغزة

الملخص

ربما تَّعد استراتيجية التحوط الاستراتيجي أو التحسب هي من خلاصات التراث الصيني المتكئ بقوة على الحكمة والصبر، لتتمازج فيها تعاليم (كونفوشيوس) وفن الحرب (لاتزو)، وتعاليم مهندس النهضة الصينية (دينغ شياو بينغ)، الذي يوصي بالبصر والانتظار والمراقبة وعدم الادعاء بالقيادة، لتنجب التحوط في أن تتجنب الصين المواجهة مع الغرب، طالما أنها في خضم مرحلة نهوضها وارتقاءها لتحقيق الحلم الصيني، الذي سيضعها في منزلة ومكانة أخرى تعيد لها مجدها بكونها (مملكة السماء) كما سماها الصينيين الأوائل.

 هذا الفهم المتقدم والادراك الاستراتيجي يظل تعويذة صينية يعتمدها صانع القرار، في الانزياح جانباً عن أيّ تدخل مباشر في الأزمات الدولية، التي يكون طرفها الأخر، الغرب وبخاصة الولايات المتحدة التي تسعى جاهدة لإيقاف زخم النهضة الصينية، وبقدر ما تشكل فيه بعض الأزمات أهمية كبرى للصين، سواءاً في توجهاتها أم في رؤيتها لطبيعة النظام الدولي، الذي صاغه الغرب لخدمة مصالحة، تظل الصين تسعى إلى فك الاشتباك مع القوة القائدة وأخواتها الأوربيات، من بوابة السلم والتعاون والتفاوض، ساعية للتعريف بدورها كدولة كبرى ترنو لفرض السلام والاستقرار وتعزيز الاعتماد المتبادل.