تأثير التحولات الاستراتيجية في السياسة التركية على الأزمة السورية
DOI:
https://doi.org/10.25130/tjfps.v2i39.476الكلمات المفتاحية:
- التحولات الاستراتيجية - السياسة التركية - النفوذ السياسي - الأزمة السورية - سورياالملخص
أن التحولات السياسية في المنطقة العربية لها تأثير كبير على توازن القوى الإقليمي، لذلك التنافس التركي له تأثير سلبي على منطقة الشرق الأوسط؛ مما أدى إلى إضعاف ولاء بعض الحركات السياسية لبلدانها الأصلية وجعلها أكثر انسجاماً إيديولوجياً مع الدول التي تتقاسم معها رؤى مماثلة. فضلاً عن الأسباب السياسية لبعض أزمات الشرق الأوسط كالأزمة السورية هي أساس المصالح التركية في المنطقة بحيث تعمل على إبراز قوتها في التأثير.
شهدت السياسة التركية تحولات استراتيجية ملحوظة خلال السنوات الماضية أثرت بشكل كبير على مسار الأزمة السورية. في البداية، اتخذت تركيا موقفًا حازمًا ضد النظام السوري، ودعمت قوى المعارضة سياسيًا وعسكريًا، في إطار رؤيتها الإقليمية الهادفة إلى إحداث تغيير سياسي في سوريا. غير أن تعقيدات الصراع، وتزايد تهديد التنظيمات الإرهابية، وتصاعد النفوذ الكردي قرب حدودها الجنوبية، دفع أنقرة إلى إعادة تقييم سياستها.
وقد بدأت تركيا في تبني نهج أكثر براغماتية، حيث دخلت في تفاهمات مع روسيا وإيران عبر مسار أستانا، وتدخلت عسكريًا في شمال سوريا لحماية أمنها القومي ومنع قيام كيان كردي مستقل. كما انعكس التقارب التركي مع بعض الدول الإقليمية والدولية على خفض التصعيد ميدانيًا وتكريس نفوذها في مناطق معينة داخل سوريا.
بالتالي، فإن التحولات في السياسة التركية تُعد عاملًا رئيسيًا في إعادة تشكيل المشهد السوري، سواء عبر التدخلات العسكرية، أو من خلال التفاهمات السياسية، وهو ما ساهم في إطالة أمد الأزمة من جهة، وفي خلق توازنات جديدة من جهة أخرى، جعلت من تركيا لاعبًا لا يمكن تجاوزه في مستقبل سوريا.