السياسة التركية تجاه شرق المتوسط: دراسة في الفرص والتحديات

الملخص

برزت منطقة شرق المتوسط بصورة أكبر من ذي قبل منذ عام 2010 مدفوعة بالتقديرات الكبيرة لمخزونات الغاز الطبيعي في هذه المنطقة، ولمّا كانت هذه المنطقة تشكل نقطة صراع دائمة بين القوى الرئيسية المطلة عليها -لا سميا تركيا واليونان، فإن هذه الثروات الطبيعية قد أشعلت فتيل التوتر في المنطقة من جديد، وبعثت الى الواجهة العديد من العقد التاريخية التي أسست لها الدول المنتصرة في الحرب العالمية الأولى والمتعلقة بتقاسم تركة الدولة العثمانية الخاسرة في تلك الحرب، وقد دفعت هذه الأحداث صانع القرار التركي الى محاولة تثبيت حقوقها هناك وفق رؤية تركيّة تخدم مصالحها بالدرجة الأولى.

تمتلك تركيا العديد من الفرص السياسية والاقتصادية والعسكرية في هذه المنطقة، مدفوعة بالأهمية الاستراتيجية لها، وتفوقها العسكري على معظم الدول المحيطة بهذا الإقليم، الى جانب سياسة خارجية فعالة وعلاقات متأصلة مع العديد من القوى العالمية، هذا من جهة؛ ومن جهة ثانية فإن حجم التحديات التي تواجهها في هذه المنطقة يزداد بازدياد نفوذ القوى العالمية وتطلعها الى مكاسب اقتصادية واستراتيجية في شرق المتوسط، وهذا ما يرفع مستوى أهمية المنطقة من الأهمية الإقليمية الى الأهمية العالمية.