جيوبولتيك الأوبئة: الدور الصيني في النظام الدولي بعد جائحة كوفيد-19

الملخص

يُسلط هذا الموضوع الضوء على أهمية نظرية العلاقات الدولية في فهم وتحليل الأحداث العالمية والتفاعلات التي تؤثر على النظام الدولي. تُعد النظرية الواقعية من أبرز نظريات العلاقات الدولية، حيث تؤكد على أن الأحداث الكبيرة والمؤثرة، سواء كانت تدريجية أو مفاجئة، لا تمر دون أن تُحدث تغييرات جيوبوليتيكية تؤثر على الدول والوحدات المكوِّنة للنظام الدولي.

تستخدم هذه النظرية جائحة كوفيد-19 كمثال حديث على حدث عالمي أحدث اضطرابًا في النظام الدولي. فتفشي الوباء في نهاية العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين تسبب في هزة عالمية، يمكن أن تؤدي إلى إعادة النظر في القواعد والمعايير التي تحكم النظام الدولي. كما أن الجائحة مثلت فرصة وتحديًا لعدد من القوى الكبرى، خاصةً الصين، التي تسعى إلى تعزيز مكانتها ودورها في مقابل الولايات المتحدة، التي تحاول الحفاظ على ريادتها.

عبر تاريخ العلاقات الدولية، لعبت الأوبئة دورًا كمتغير جيوبوليتيكي ساهم في تغيير مسارات الأنظمة الدولية، وجائحة كوفيد-19 ليست استثناءً. ورغم أن الوباء قد لا يُعيد توزيع القوة بشكل مباشر، فإنه قد يُسهم في تعزيز عوامل أخرى تؤثر على بنية النظام الدولي وتسرع من عملية التغيير فيه على المدى البعيد. الصين، كقوة صاعدة، رأت في الجائحة فرصة لإعادة تشكيل النظام الدولي بما يتماشى مع مصالحها، وتسعى لأن يكون لها دور أكبر في هذا النظام الجديد.